للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناجاة ربِّه، والتضرُّع إليه، وسؤاله الفرج وصدق الله: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} (١).

وحاجة المرءِ للتوبة والاستغفار مستمرة، وفيها خلاصٌ من الذنوب، وانتقالٌ من حالٍ إلى حال: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (٢).

هذا على مستوى الأفراد، وعلى مستوى الأمة، فمهما أطلقت الأمة من نداءات فسيظلّ النداءُ المنقذ: {لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ} (٣)، ومهما تلبست به من شعارات براقة زائفة، فيظل شعارُ التوحيد هو الشعار الحق.

كم تصيب الأمة من أزمات ولكنها لا تحسن المخرج منها، فتتوالى عليها النكبات، وتتضاعف الأزمات، وكم تملك من أسباب القوة الإلهية ولكنها -مع الأسف - تهمشها وتظل تلهث وراء السراب مستجديةً من لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، وتقرأ في كتاب ربها أن الولاء الحقَّ لله ولرسوله وللمؤمنين، ثم هي تستمرئ ولاء الكافرين وتناشد المنافقين، وما لم يصح المعتقدُ، ويتوحد الاتجاه لله الحقِّ، فستظل المسيرة متخبطة، والعدوُّ غالبًا، والنصرُ بعيدًا.

ألا ويح الأمة في صدودها عن كتاب ربّها، وبعدها عن هدي أنبيائها والله يقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (٤). ويقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} (٥).


(١) سورة الأنعام: الآية ١٧.
(٢) سورة التحريم: الآية ٤.
(٣) سورة الأنبياء: الآية ٨٧.
(٤) سورة الإسراء: الآية ٩.
(٥) سورة يوسف: الآية ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>