للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف أنت والإخلاص، وما القدرُ الذي ظلمت به نفسك من خصال النفاق، كيف علاقتُك بخالقك عمومًا، وما نوعُ علاقتك بالمخلوقين جميعًا؟ إلى غير ذلك من خصال الخير - وما أكثرها - واعلم أنك بهذه الأعمال الخيّرة تتقربُ إلى مولاك، وتشكرُ أنعمَه عليك. وهل تعلم أن بك ثلاث مائة وستين مفصلًا .. كلُّها معينةٌ لك في الحركة والعمل؟ ولو آلمك واحدٌ منها لضاقت بك الدنيا على سعتها.

أخرج مسلم في «صحيحه» عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنه خُلق كلُّ إنسانٍ من بني آدم على ستين وثلاث مئة مفصل، فمن كبَّر الله، وحَمِد اللهَ، وهلَّل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرًا عن طريق الناس، أو شوكةً، أو عظمًا، أو أمر بمعروفٍ أو نهى عن منكرٍ، عدد تلك الستين والثلاث مئة السُّلامى، فإنه يُمسي يومئذٍ وقد زحزح نفسَه عن النار» (١).

زاد غيرهُ: «أو علَّم خيرً أو تعلَّمه» (٢).

وفي رواية أخرى عند مسلم وغيره - في حديث السُّلامى - «ويجزي من ذلك كلِّه ركعتان يركعهما من الضحى» (٣).

ألا ما أعظم فضلَ الله، وما أيسر الطاعة - لمن وفقه ربُّه وهداه - {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (٤)، وفي الصِّديق رضي الله عنه نموذج للمسارعة، فانظر في مسارعته، وانظر في عظم الجزاء له، ولمن شاكله، فقد سأل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومًا: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ » قال أبو بكر الصديق: أنا، قال: «فمن تبع منكم اليومَ جنازةً؟ »


(١) مسلم رقم ١٠٠٧ في الزكاة.
(٢) جامع الأصول: ٩/ ٥٦١.
(٣) مسلم رقم ٧٢٠، وأبو داود .. جامع الأصول ٩/ ٤٣٦.
(٤) سورة المطففين، الآية: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>