للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيرٌ من اليد السفلى، وأعلم أن صنائع المعروف في الدنيا تقي مصارع السوء، والصدقة تطفئ غضب الرب، وأهلُ المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة - كذا صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم (١).

وإذا كانت الصدقةُ يُضاعف الله أجرها أضعافًا مضاعفة، فضلًا من الله ومنّة في كل حين، فالصدقةُ في رمضان لها مزيتها وفضلها لا سيما وأهلُ الحاجات يتطلعون إلى هذا الشهر الكريم لمزيد مواساتهم وتخفيف آلامهم، وقضاء ديونهم، فكونوا عند حسن ظن الفقراء بكم واستجيبوا لربكم، واعلموا أن المال مالُ الله، وهو عاريةٌ عندك أيها المسلم، وأنت ممتحن فيما أنت صانع فيه، واعتبر بما قال الأول:

وما المرءُ إلا مضمراتٌ من التقى ... وما المال إلا عارياتٌ ودائعُ

أليس ورائي إن تراخت منيتي ... لزوم العصا تُحنى عليها الأصابعُ

وكن على ثقة من وعد الله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (٢).

ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم ودعائه: «اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، وأعطِ ممسكًا تلفًا».

أيها المسلمون: وخصوا المجاهدين الصادقين من المسلمين بشيء من صدقاتكم، فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تأويل قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٣)، قولهُ: «الجهادُ والحج يُضعَّف


(١) صحيح الجامع الصغير ٣/ ٢٤.
(٢) سورة سبأ: الآية: ٣٩.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>