للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألفية الثالثة وقائع ووقفات (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله ربِّ العالمين، أكمل لنا الدين، ورضي الإسلام لنا دينًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حكم ببطلان الشرائع والأديان غير ملة الإسلام - فقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢).

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه وخاتم أنبيائه ورسله، أنزل عليه القرآن بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتب ومُهيمنًا عليها، وأخبره أن أهل الكتاب حرفوا الكلم عن مواضِعه ونسوا حظًا مما ذُكّروا به. اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٤).

أيها المسلمون: ونحن الآن على مشارف نهاية قرن ميلادي متمم لألفي سنة من


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٥/ ٧/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٨٥.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٤) سورة لقمان، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>