للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطاء ومكحول، والفضل بن فضالة، وقال المنذري: مرسل جيد (١).

وعن ليلة النصف من شعبان قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في ((الاقتضاء)) (٢): وروي في فضلها من الأحاديث المرفوعة ما يقتضي أنها ليلة مفضلة، وهناك من السلف من كان يخصها، وهناك من العلماء من السلف من أنكر فضلها .. ولكن الذي عليه كثيرٌ من أهل العلم أو أكثرهم -من أصحابنا وغيرهم- على تفضيلها، وعليه يدل نصُّ أحمد في ((المسند)) - عن عبد الله بن عمرو؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن وقاتل نفس)) (٣). وفيه: ((إن الله يغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)) (٤) ... إلى أن قال: فأما صومُ يوم النصف مفردًا فلا أصل له، بل إفراد مكروه، وكذا اتخاذُه موسمًا تُصنع فيه الأطعمةُ، ويظهر فيه الزينة، هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها، وكذلك ما قد أُحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة ومساجد الأحياء والدروب والأسواق .. فذلك لم يشرع، بل مكروه، فإن الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث.

والصلاة الألفية هي التي يزعمون أنه ورد الفضلُ بقراءة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (٥) فيها ألف مرة (٦).

عباد الله: وإذا حرصتم على السنة فصمتم من شعبان ما قدر الله لكم اقتداءً


(١) ابن درع: أحكام رجب وشعبان ٤١.
(٢) ٢/ ٦٣١، ٦٣٢.
(٣) ٢/ ٦٧٦.
(٤) المسند: ٦/ ٢٣٨، والترمذي، وابن ماجه، (هامش الاقتضاء): ٢/ ٦٣١.
(٥) سورة الإخلاص.
(٦) تحقيق د. ناصر العقل للاقتضاء ٢/ ٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>