للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنافقُ كلُّ شيءٍ يراه قال بيده على فمه، فقالوا: نعم الرجل، ليس بينه وبين الفضول عمل (١).

وهكذا تتجدد المصطلحات والاتهامات، وربما قيل للآمر والناهي: هذا متعجل أو متسرعٌ أو يتحدث فيما لا يعنيه، أو صاحبُ فتنة .. وهكذا! والله المستعان.

ومن فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه سببٌ للرحمة، وفي آخر الآية التي وصفت المؤمنين بالأمر والنهي، خُتمت بقوله تعالى: {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢). وما أحوج الخلق كلَّهم إلى رحمةِ الله، وإنما يرحم اللهُ من عباده الرحماء، والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر إنما قاموا بهذا الواجب رحمةً بالخلق، ولذا وصف أهلُ السنةِ بأنهم ((يَعْلمون الحقَّ ويرحمون الخلق)).

وحصول الأجر العظيم ورد إثر الأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس، كما في قوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} .. ثم ختمت الآية بقوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (٣).

وهنا يلحظ المتأمل أن الأجرُ نكِّر ووصف بأنه عظيم، وكفى بهذين دلالة على عظمه.


(١) ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) للخلال ٦٥.
(٢) سورة التوبة، الآية: ٧١.
(٣) سورة النساء، الآية: ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>