للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمر بالمعروف بابٌ من أبواب الجهاد، بل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الجهاد كلمةُ حق عند سلطان جائر.

وهو كذلك بابٌ من أبواب الصدقات، أرشد إليه صلى الله عليه وسلم فقراء المهاجرين حين شكوا أنهم لا يجدون ما يتصدقون به، فقال: ((قد جعل الله لكم ما تتصدقون به؛ إن بكل تسبيحةٍ صدقة، وبكلّ تحميدة صدقة، وبكل تهليلة صدقة، وأمرٍ بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة)).

وبالأمر بالمعروفِ والنهي عن المنكر تُكفَّر السيئاتُ، وفي الحديث المتفق على صحته عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا عند عمر، فقال: أيكُم يحفظُ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال؟ قال فقلتُ: أنا، قال: إنك لجريءٌ! وكيف قال؟ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((فتنةُ الرجل في أهله وماله ونفسه وولدهِ وجاره يكفّرها الصيامُ والصلاة والصدقةُ والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر .. )) إلخ. الحديث (١).

بل وصح الخبر أنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُضاعف الأجر، ويعطون مثل أجور من سبق من هذه الأمة. فقد روى أحمدُ -وحسَّنه الألباني- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ من أمتي قومًا يعطون مثل أجورِ أولهم ينكرون المنكر)) (٢).

عباد الله: ومن اللطائف أن حجية الإجماع لهذه الأمة مرتبطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


(١) البخاري ١٤٤، ومسلم ٥٢٥.
(٢) أحمد ح ٢٢٦٧٠، وهو في ((صحيح الجامع)).

<<  <  ج: ص:  >  >>