للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} (١).

وهكذا فإذا كان لصاحب المنكر حسناتٌ، فابدأ بالثناء عليها وشكره على القيام بها، ثم اعطف على المنكر وضعه نشازًا في سياقها، وخوفه أن يكون هذا المنكرُ سببًا لذهاب أجرها، ونقله من قائمة الأخيار إلى الأشرار .. وهكذا يكون التدرجُ في الأمر والنهي والعدل في الذم والمدح، والإنصافُ بذكر الحسنات والسيئات. واحذر أيها الآمر والناهي ألا تقع عينُك إلا على المستقبحات وتتناسى الحسنات فهن ماحيات. ذلك ذكرى للذاكرين.

يا أخا الإسلام: وحذاري أن تُعدم الغيرة لدين الله، وألا يتمعَّر وجهُك حين ترى منكرًا، فإن كنتَ قادرًا على إزالته - بالطريق المشروع - فأزله، وإن كنت غير قادر، فأخبر من تراه قادرًا على الإنكار، وليكن احتسابُك - إذا لم تستطع بنفسك - بطريقين؛ الأول: إبلاغ القادرين. والثاني: مشاركتُهم في الإنكار، وهو ما يمكن أن يسمى (بالإنكار الجماعي)، ولو أن أصحاب المنكرات وجدوا - على منكراتهم - استنكارًا جماعيًا لهابوا المنكرين، واستوحشوا لمنكراتهم، ثم أقلعوا عنها.

وفي مقابل هذه الإيجابية في الإنكار، حذار من السلبية القائمة على النقد والتجريح للآمرين دون مساهمة في الأمر، أو تقديم البديل الصالح، وما من أحدٍ إلا وهو عرضةٌ للخطأ إلا من عصم الله، ولكن إصلاح الأخطاء لا يكون فاكهة المجالس، وفرق بين من يكون هدفُه المساهمة في الإصلاح، والنقد البنّاء، وبين


(١) سورة البقرة، الآية: ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>