للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يذكره الناسُ بالخير، وهو ممارسٌ للدعوة والأمر بالمعروف بسلوكه، وإن لم يكن من الممارسين بلسانه.

عباد الله: ولا تحقروا من المعروف شيئًا، ولو أن تلقوا إخوانكم بوجوهٍ طَلِقة، وقد تكون الابتسامةُ مع كلمة خفيفة لطيفة ذات أثر فاعل - وقد تكتفي أحيانًا بقسماتِ الوجهِ - في سبيلِ إنكار منكر - مع صغيرٍ أو شخصٍ حيي، وهكذا.

ولا تنسوا الإحسان والهدايا، فهي وسائل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومَنْ ملك قلوب الناس بإحسانه، وعطاياه استمعوا له، وقدروا أمرَه، واستجابوا لنهيه.

أحسن إلى الناس تستعبدْ قلوبهُمُ ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

ولا تنسوا التعاون مع رجال الحسبة - المعتمدين - فذلك يشجعُهم من جانب، ويفتح لكم مجالًا للمساهمة في الأمر والنهي.

أيها المسلمون: وينبغي أن يعلمَ أن هذه الوسائل وأمثالها تصلح لفئةٍ من الناس، وقد لا تصلح لفئة أخرى مَرَدُوا على الفجور والفسوق، وتمرسوا في ارتكاب الجرائم والتخطيط لها، وهؤلاء لا بد لهم من وازع السلطان لردعهم وتأديبهم وحماية المجتمع من شرورهم، بالعقوبات أو الحدود، أو القصاص، وإذا لم تنفع الكتبُ تعيَّنت الكتائبُ - كما قال العلماء - وذلك مقتضى توجيه القرآن: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (١) (٢).


(١) سورة الحديد، الآية: ٢٥.
(٢) وانظر كلام الشنقيطي في ((أضواء البيان)) ٢/ ١٧٤، ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>