للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: «ما عمل ابن آدم شيئًا أفضل من الصلاة، وإصلاح ذات البين، وخلق حسن» (١).

ثانيًا: من أسباب الهداية والتوفيق للصراط المستقيم استدامة ذكر الله، فذكر الله على كل حال سبب جالب لارتباط القلب بالله، وعامل مهم لطمأنينة القلب وانشراح الصدر، يقول خالق هذا القلب والعالم بمكوناته وأسراره {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وهل علمت أخا الإسلام أنك على قدر ذكرك لله يذكرك الله {فاذكروني أذكركم} بل يزيد الله تفضلاً منه ورحمة فيذكرك أكثر «من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه».

وهل علمت أنك حينما تتغاضى وتتكاسل عن ذكر الله يسلط الله عليك الشياطين فيكونوا هم صحبتك وقرناءك {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين} والفرق كبير بين صحبة الملائكة وصحبة الشياطين، وإذا أردت أن تعلم ذلك جيدًا فتأمل هذا الحديث وتأمل أثر الذكر فيه، يقول الرسول صلى الله وسلم «ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا كان ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا كان ردفه شيطان» (٢).

أيها المسلم والمسلمة .. يا من تبحث عق الهداية في مظانها، وترغب الجنة مهما كان ثمنها، إليك هذه الوصية من أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام يحدثنا عنه خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: «لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، قال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء،


(١) الحديث رواه صحيح الجامع ٥/ ١٤٩.
(٢) حديث حسن رواه الطبراني عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، صحيح الجامع ٥/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>