للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين تدبر القرآن وهجره (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى إخوانه من الأنبياء، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسار على درب الهدى.

أما بعد: فيقول الحق تبارك وتعالى: {ولله ما في السموات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله .. } (٢).

إخوة الإيمان ألا إن من تقوى الله تلاوة كتابه العزيز آناء الليل وأطراف النهار، وتدبر آياته، والعمل بحكمه والإيمان بمتشابهه قال الله تعالى مثنيًا على من كان ذلك دأبه {ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون} (٣).

وفي الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النار» (٤).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٤/ ٦/ ١٤١٢ هـ
(٢) سورة النساء، الآية: ١٣١.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١١٣.
(٤) الصحيح مع الفتح ٩/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>