للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهدى صلى الله عليه وسلم قد حَدَّدَ الأغراض التي تنكح لها المرأةُ غالبًا، فقد قال في النهاية موصيًا: «فاظفر بذات الدين تربتْ يداكَ».

وحريٌّ بك أن تختار زوجتك من بيئةٍ كريمةٍ، معروفة باعتدال المزاج وهدوء الأعصاب، والبعد عن الانحرافات الخلقية والنفسية، فإنه أجدرُ أن تكون هذه المرأة حانيةً على ولدها، راعيةً لحقِّ زوجها (١). قال عليه الصلاة والسلام: «خيرُ نساءٍ ركبن الإبل صالحُ نساءِ قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوجٍ في ذات يده» متفق عليه.

أيها الشابُّ: ونذكرك ألا تكون الشهوةُ الجنسيةُ - هدفك الأول والأخير - مع حلِّها لك - كي تبلغ الكمال في رجولتك، وتُعدِّدَ أغراض الزواج في حاضرك ومستقبلك، لنفسك ولزوجك ولأولادك وللمجتمع من حولك، وإياك أن تُسرف في الشروط والمواصفات، أو أن تخشى الفقر من زواجك وأولادك، فتلك معوقاتٌ وهميةٌ فاحذرها، وإن طاردك شبحُ غلاء المهور، فعسى أن يجعل اللهُ لك مخرجًا ويرزقك من حيث لا تحتسب، والزم أمر الله: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٢)، وتمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» متفق عليه.

أيتها الفتاة: ويُقال لكِ ما قيل للشاب في أغراض الزواج وحِكَمِهِ، ولا يغب عن بالِك أنك لبنةٌ مهمةٌ في بناء الأسرة المسلمة، وكم يحرص الأعداءُ على تقويض هذه الأسرة بوسائل مختلفةٍ، واعلمي أن في تأخيرك الزواج بحجج واهية تأخيرًا لبناءِ الأسرة، وتقليلًا لنسل الأمة المسلمة، واستجابةً لأهدافِ الأعداء، وتأثرًا بالغزو الفكري.


(١) سيد سابق: فقه السنة: ٢/ ٢١.
(٢) سورة النور، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>