للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أختاه: وفي زمن استشراءِ صورِ الإغراء والإغواء، واستهداف المرأة عمومًا بالإفساد، يلزم الفتاة ألا تَرُدَّ خاطبًا يُرضي دينُه، وخُلقُه، وأمانتُه، ومن حقها أن تتأكد أو يُتأكد لها عن استقرارِه النفسي، وطيب الأسرة التي ينتمي لها، وخلوِّه من الموانع الشرعية لمثلها ... وألا يكون تركيزُها على شكله الظاهر فحسب، أو على نوع وظيفته، ومركزه الاجتماعي. قال عليه الصلاة والسلام: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض» (١).

أيتها الفتاةُ المسلمةُ: وفي الزواج المبكر خيرٌ لك وللمجتمع من حولك، وهل غاب عنك أن أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، دخل بها سيدُ المرسلين وهي بنتُ تسع سنين. متفق عليه.

ولا ينبغي أن تقعد بك مواصلةُ الدراسة، أو الرغبة في الوظيفة أو مشورة الصديقة، أو رغبةُ الأهلِ في التأخير لأسباب غير مشروعة ... عن الزواج المبكر.

كما لا ينبغي أن تؤثر فيك وسائلُ الإعلام الغازية، والمحذرة لك عن الزواج المبكر، فثمة ذئابٌ تلبس لبوس الضأن وتظهر بمظهر الناصح، والله أعلم بما يكتمون.

أختاه: وحذاري أن يطاردك - في المستقبل - شبح العنوسةِ بسبب الرفض المبكر، والاعتذار عن الزواج حين يتواردُ الخُطَّاب، فأنتِ الخاسرُ الأكبر، وستعُضين أصابع الندامة، حين ينصرف الشبابُ عنكِ، وهل ترغبين أن تكوني مثل هذه المرأة التي قالت: «لا نرجو مالًا، بل نريد أزواجًا، شبحُ العنوسة يطاردنا»؟ ! .


(١) رواه الترمذي وحسَّنه: ١٠٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>