للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوة الإسلام: ويتَّخذُ الغربُ وسائلَ ظاهرةً، وأخرى خفيةً مقنَّعةً في سبيل تحقيق العولمة. فالمقنعةُ كالتجارة الدولية والمؤتمرات الدولية، كمؤتمر السكّان بالقاهرة، ومؤتمر المرأة في بكين ونحوها، والوسائلُ الظاهرة كالإعلام وشبكات الاتصال ذات الزخم الإعلامي الكبير لترويج هذه البضاعة المزجاة، وقد بلغ هذا الزخمُ الإعلامي حدًا من الانتشار إلى درجةٍ تضايقت فيه أوروبا ... وفرنسا على وجه الخصوص من الحضور الأمريكي الطاغي، وارتفعت أصواتٌ تدعو لمقاومة المدِّ الإعلامي الأمريكي الغازي! ! (١)

وإذا كان الواقع الإعلاميُّ الغربي، وبالذات الأمريكي منه مؤثرًا ومنتشرًا ووعاءً ناقلًا للعولمة، فالمطلعون يحذرون أكثر من مستقبل هذا الإعلام، ويقولون محذرين وموقظين للهمم، لا مخوفين ومثبطين عن العمل، يقولون: إن إحدى الشركات الأمريكية بصدد إطلاقِ قمرٍ صناعي جديد عام ٢٠٠٢ م قادرٍ على بثِّ ألفٍ وخمس مائة قناة تلفازية في وقت واحدة ويعادل أداؤه مجموعة من الأقمار الصناعية الحالية.

أما الانترنت؛ فالشبكةُ القادمة والتي بدأ تطبيقُها في بعض الجامعات الأمريكية ستصلُ سرعتُها إلى ألفِ ميجابيت، أي ما يعادل ألفي ضعف الشبكة الحالية، وعشرةِ آلاف ميجابيت في غضون بضع سنوات كما يقولون (٢).

عبادَ الله: ومع هذا كلِّه فهذه العولمةُ بصورها المختلفة ووسائلها المتعددة جزءٌ من مكرِ البشرِ وكيد الأعداء، وهي ضمن قدر الله وحكمته وتدبيره لهذا الكون، وعلى المسلمين أن يدركوا حقيقة اللعبة، وأن يتجاوزوا المحنة بالعمل الجاد والتعاون المثمر والتخطيط للمستقبل، وأن يثقوا بأن الله مع الذين اتقوا


(١) د. مالك الأحمد: العولمة في الإعلام، مقال في البيان، ذو الحجة/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) د. مالك الأحمد، مقال عن العولمة الإعلامية في البيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>