للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهم جُبناءُ - وإن خُيِّل لبعضِنا خلافَ ذلك {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} (١). وهم متفرِّقون، وإن ظنَّ بعضُنا أنهم متفقون {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} (٢).

وحروبُهم أينما أوقدوها أطفأَها الله {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} (٣).

وحكمَ اللهُ عليهم بالفُرْقَةِ والشتاتِ في الأرض {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا} (٤) {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} (٥).

بل وبالعداوة - فيما بينهم - {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (٦).

والخلاصةُ، أن حديثَ القرآنِ عنهم مُبطلٌ لدعوى قُوّتِهم، ومكذّبٌ لاجتماعِ كلمَتِهم أو عُلوِّ شأنهم، مؤكدٌ لشتاتِهم وجُبنهم واستمرار العداوةِ بينهم، وعلى وقوع البلاء عليهم في الماضي والحاضرِ والمستقبلِ، وحديثُ الواقعِ التاريخيِّ شاهدٌ على استذلالِ الشعوبِ والأممِ لهم، وكاشفٌ على إحباط كيدِهم ومؤامراتهم، تلكَ حقائقُ ووقائعُ لا بد أن يعيَها المسلمونَ وهم يواجهونَ يهودَ، وإذا كان الشعورُ بالعِزّةِ مقدمةً للنصرِ، فإن الإحباطَ والشعورَ بالوَهَن داعٍ للهزيمةِ وليَخْتَر مسلمو اليوم ما شاءوا، وسيرى الصادقونَ من المسلمينَ ما لم يَرَهُ غيرُهم حين يأتي بقومٍ يُحبّهم ويحبّونَه، أذلةٍ على المؤمنينَ أعزّةٍ على الكافرينَ، يجاهدونَ في سبيلِ الله ولا يخافونَ لومةَ لائم.


(١) سورة الحشر، الآية: ١٤.
(٢) سورة الحشر، الآية: ١٤.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٦٤,
(٤) سورة الأعراف، الآية: ١٦٨.
(٥) سورة الإسراء، الآية: ١٠٤.
(٦) سورة المائدة: الآية: ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>