للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالرياض والشرقية، ومكةَ والطائفِ والمدينةِ والحدودِ الشماليةِ، والقصيمِ، وعسير، وحائل (١).

إن من البلايا أن يُصابَ الناسُ بالرعبِ في طعامهم، ومن المحنِ أن يتوفَر الغذاءُ ثم لا يستفيدُ الناسُ منه؛ خشيةَ ما ينتقلُ منه من أمراض .. وإذا كانت الشائعاتُ بالأمسِ تدورُ حولَ أكلِ الدجاجِ وما يخلِّفه من أمراضٍ نتيجةَ سوءِ التغذيةِ ونوعِ الطعامِ الذي تأكله .. فها نحنُ اليومَ نتخوفُ من اللحومِ نتيجة الحمى الملابسة لها .. سواءٌ منها المتصدعةُ أو القلاعية، فهلَ يفِرُّ الناسُ من هذا إلى لحومِ البحرِ ويكتفونَ بالأسماك؟ لا مفرَّ من قدرِ الله .. كيف وقد نُشرَ في الصحفِ مؤخرًا: السرطانُ يصلُ الأسماكَ .. وفي تصريحِ المتخصصينَ في علومِ البحارِ قالوا: إنهم اكتشفوا السرطانَ في سمكةٍ وزنُها خمسُ كيلو (٢).

الوقفة الثالثة: عبادَ الله (تنبيهٌ لا تخويفٌ)

ومع أهميةِ الحيطةِ والحذرِ والأخذِ بالأسبابِ المشروعة، فأهمُّ من ذلك اليقينُ والتوكلُ على اللهِ، وحين نوردُ هذه الأخبارَ والأحداثَ لا من أجل التخوّفِ والهلعِ .. وإنما لأخذِ العبرةِ وللتنبيه إلى ضرورةِ العودةِ إلى اللهِ ومراجعةِ النفس، فتلك بلايا ومحنٌّ - وغيرُها كثيرٌ - يُمتحنُ الناسُ بها ليرجعوا إلى خالقِهم وليراجعوا أعمالَهم، وتأملوا نهايةَ قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (٣)، وتأملوا نهايةَ الآيةِ التي نحن بصددِ الحديث عنها: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (٤).


(١) جريدة الجزيرة ٢/ ١/ ١٤٢٢ هـ.
(٢) عكاظ ٢/ ١/ ١٤٢٢ هـ.
(٣) سورة الروم، الآية: ٤١.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>