للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رمضان وواقع المسلمين (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ للهِ أفاءَ على أمةِ الإسلام من مواسمِ الخيراتِ ما تُجددُ به إيمانَها، وأكرمَ المسلمينَ بأيامٍ وليالٍ فاضلةٍ تعوِّضُ بها ما فاتَها، والمغبونُ - حقًا - من تساوت عنده الأيامُ والشهورُ، وتسابقَ الناسُ للخيراتِ وهو بعدُ في فُتورٍ.

وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، جعلَ الصيامَ وسيلةً للتقوى، ومن يتقِ اللهَ يجعل له مخرجًا، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسوله، خيرُ من صامَ وأفطرَ، وقامَ حتى منه الأقدامُ تتفطرُ، وهو المغفورُ له ما تقدمَ من ذنبهِ وما تأخرَ .. اللهمّ صلِّ وسلم عليه وعلى سائرِ النبيينَ والمرسلينَ، وارضَ اللهمَّ عن الصحابةِ أجمعينَ، والتابعينَ، ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٣).

أيّها المسلمونَ: بُشراكم شهرَ الصيام، وهنيئًا لكم - إذا بلّغكم اللهُ شهرَ رمضانَ، وكم لها من معنًى تلك التهاني التي اعتادَ بعضُنا أن يُهنئَ بعضًا بها لو عَقلناها وعملنا بمقتضاها .. أجل إن الصغيرَ والكبيرَ والذكرَ والأنثى، والرئيسَ والمرءوسَ كلٌّ منهم يُهنئُ الآخرَ في بدايةِ شهرِ رمضانَ، وهذا شيءٌ طيب ..


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٥/ ٩/ ١٤٢١ هـ
(٢) سورة المائدة، الآية: ٣٥.
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>