للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالحقُّ أن لهذه الحملاتِ أثرَها، وقد أقلعَ - بتوفيقِ الله أولًا، ثم بسببِ هذه الحملاتِ - عددٌ من المدخنينَ، وتركوا التدخين إلى غير رجعة.

ولكنا لا نزالُ نخاطبُ فئةً من المدخنين تتصورُ - وهي مخطئةٌ - أن الحملاتِ لا تعنيها، وأن لغةَ الخطابِ لم تلامسْ - بعدُ - شغافَ قلوبِهَا.

مهلًا أيّها المدخن، فأنت المستفيدُ إن أقلعتَ، وأنت الخاسرُ إن أصررتَ - وحسبكَ أن تقدرَ للناصحينَ نُصحَهم، ومن تمام عقلِكَ ومروءتك أن تَفتحَ قلبكَ لمن يُهدي إليك عيوبكَ، ويفتحُ لك نافذةَ الخلاصِ من داءٍ يُقلقك دينًا ودنيا.

أخي المدخن: إني لك ناصحٌ وعليك مشفقٌ، وكم تُسعدُني وتُسعدُ الناصحينَ غيري حين تُشعرُنا بالاستجابة، وتُعلنُ بينكَ وبين نفسِك أو على ملإٍ من أصحابِكَ مفارقةَ التدخينِ إلى غير رجعةٍ، فإن قلتَ: أعدُكم بالتفكيرِ وسوف أسعى جاهدًا للخلاص، فلا تنس سلاحَ الدعاءِ ولا يَطُل بك أمدُ التسويفِ، فالليالي حُبلى بكلِّ جديدٍ، وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غدًا وما تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ، وكم تُسعدُ أنتَ ونسعدُ من ورائكَ حين تنتقلُ إلى جوارِ ربّك تائبًا من كلّ معصيةٍ طالما أصررتَ عليها، واحمدْ ربَّك أنك تنتسبُ إلى دينٍ يدعو إلى التوبةِ ويعظمُ أجرَها .. بل وتبدَّلُ فيه السيئاتُ حسناتٍ، ويفرحُ الربُّ ويتحققُ الفلاحُ.

وباسم الإسلامِ والإيمانِ نُذكِّرك بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (١).

اللهم انفعنا بهدي القرآنِ وسنةِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام .. أقول ما تسمعون.


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>