للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضحايا الإيدز في عشرِ سنواتٍ بلغت مليونين ونصف، فإن هذا الرقمَ يمثلُ ضحايا التدخينِ في سنةٍ واحدةٍ، ومع ذلك تجدُ العالم كلَّه مرعوبًا من الإيدز، بينما يواصلُ المدخنونَ التدخينَ، وإن فتكَ بهم أضعافًا مضاعفة؟ (١)

عبادَ الله: وإذا تضافرت الأدلةُ الشرعيةُ على تحريمِ الدخان، واتفقَ الأطباءُ على أضرارِه، وتنادت الهيئاتُ والمنظماتُ للتحذيرِ منه، وأجمعَ العقلاءُ على هدره للصحةِ والمالِ والوقت، فأيُّ شيءٍ يدعو العاقلَ فضلًا عن المسلم للتشبُّثِ به؟ ! وهنا أسجلُ عددًا من الوصايا عساها تُعينُ على الخلاصِ منه:

١ - أقدِمْ أيّها المسلمُ على تركه بإرادةٍ قوية، وتذكّر أنك لستَ أولَ من تركه ولن تكونَ الأخيرَ.

٢ - ومما يُخففُ عنك من آلامِ الإلفِ والعادةِ أن تتركَه طاعةً لله ورسولِه، وليس لمجردِ التخوفِ من أضراره الدنيوية، وفي هذا يقولُ ابنُ القيم رحمه الله: «إنما يجدُ المشقةَ في تركِ المألوفاتِ والعوائدِ مَنْ تركَها لغير اللهِ، أما مَن تركها مخلصًا من قلبه للهِ، فإنه لا يجدُ في تركِها مشقةً إلا في أول وهلةٍ؛ ليُمتحنَ أصادقٌ هو في تركِها أم كاذب، فإن صبرَ على تركِ المشقةِ قليلًا استحالت لذة» (٢).

٣ - ابتعد - قدر طاقتك - عن مجتمع المدخنين، وعوِّض ذلك بأصحاب خيِّرين.

٤ - اشغل وقتَكَ بمشاريعَ خيرةٍ تنسيكَ التفكيرَ في التدخينِ حاضرًا، وتسعدُ بها مستقبلًا.


(١) فتاوى شرعية في بيع الدخان .. اللجنة الخيرية/ جدة.
(٢) لماذا ندخن؟ محمد بن إبراهيم الحمد، دار الوطن، ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>