للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (١).

ومن ثمراتِ الأمنِ في الأوطان: رخاءُ العيشِ، واستقرارُ الحياة، فإذا كان الإيمانُ سببًا للأمنِ كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (٢).

فبركاتُ السماءِ والأرضِ تُفتَحُ لأهل الإيمان: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} (٣).

إن الأمنَ ضرورةٌ لاستقرارِ الحياةِ ورَغَدِ الأحياءِ فبالأمنِ تُؤمنُ السُّبلُ، وتُجلبُ الخيراتُ، ويأمنُ التجارُ على أنفسِهم وأموالِهم، وبالأمنِ يُقمعُ الفسادُ، ويؤخذُ على أيدي المفسدين، وتكسدُ تجارةُ اللصوصِ ويُذلُّ (الشّطار).

ومن ثمراتِ الأمنِ: انتشارُ العلمِ وكثرةُ العلماءِ، والعلمُ أساسُ الحضارةِ، وميزانٌ لتقدمِ الدولِ، وهو مع الإيمانِ مجالُ سباقِ الأمم.

أما العلماءُ فهم ورثةُ الأنبياءِ - عليهم السلام - بهم يفتحُ اللهُ قلوبًا غُلْفًا، وآذانًا صُمًّا، وأعيُنًا عُميًا. وأنَّى للعلمِ أن ينتشرَ حين يُخافُ العلماءُ، وأنّى لأمةٍ أن تُسابقَ الزمنَ وأبناؤها خائفون على أنفسِهم، مشغولون بلقمةِ العيشِ لهم ولمن حولَهم؟ وحتى لو وُجِدَ علماءُ جُرَءاء، ينشرون العلم سرًّا في ظروفِ الخوفِ والقلق، فليس ذلك سبيلَ انتشارِ العلم، وإنما يهلكُ العلمُ إذا كان سِرًّا، وإنما سبيلُ نشرِه ونموِّ مؤسساتِه حين يتوفَّرُ الأمنُ، وتستَقرُّ الحياةُ، ويأمن الأحياءُ.

إخوةَ الإسلام: إن تحقيقَ الأمنِ مكسبٌ لنا جميعًا، وتوفيرُ الأمن مسئوليتُنا جميعًا، وعلى كلِّ واحدٍ منا كِفلٌ في تحقيق الأمنِ، وكلٌّ منّا مُطالبٌ أن يكون


(١) سورة البقرة، الآيات: ١٥٥ - ١٥٧.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ٨٢.
(٣) سورة الأعراف، الآية: ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>