للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعوة بلغت عنان السماء وصاحبها خاشع لا يكاد جاره يسمع به لكن قلبه مرتبط بالسماء وشفتاه وقسمات وجهه تعبر عن صدق التضرع والالتجاء وكم من داع علا صوته وأسمع من حوله .. ولكن دعوته لم تتجاوز حدود مكان الدعاء، ولم يؤذن لها باختراق الحجب، بسبب اعتداء صاحبها أو تفريطه في الذنوب والمعاصي وعدم إقباله على الله بصدق وإخلاص وتوبة نصوح.

وأخيرًا يبقى أن تعلم أخي السلم- أختي السلطة- نماذج من الدعاء، حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تكرارها أو أوصى أحد أصحابه بالدعاء بها، فهي عون لك بإذن الله، وهب في عداد جوامع الدعاء التي ينبغي الحرص عليها وتكرارها، ومن هذه الأدعية الجوامع: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك» رواه مسلم.

وعلم أبا بكر أن يقول في الصلاة: «اللهم أني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». (متفق عليه).

قال الإمام النووي: وهذا الدعاء وأيه كان ورد في الصلاة فهو حسن نفيس صحيح فيستحب في كل موطن، وقد جاء في رواية «وفي نيتي» (١).

وفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» زاد مسلم في روايته قال «وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه» (٢).


(١) الأذكار للنووي/ ٣٣٤.
(٢) الأذكار/ ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>