للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبر .. رواه الترمذيُّ وحسَّنَه.

فأينَ الذين يَغرِسون بالذِّكْر اليومَ ما يغتبطون له غدًا في الجنةِ؟ وغرسُ الآخرةِ لا مُنازعَ له ولا مانعَ منه، بل هو فضلُ الله يؤتيهِ مَن يشاء.

يا عبدَ الله: وإذا وفَّقكَ اللهُ للذِّكْر في سحابةِ النهار، وحين تكونُ يقظانَ فلا تفرِّط في الذِّكر حين يَجِنُّ الليلُ وتستيقظُ من النوم، وإليك هذا الحديثَ النبوي فاعقِلْه واعملْ به، يقول صلى الله عليه وسلم: «مَن تَعارَّ من الليلِ - يعني استيقظ - فقال: لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، الحمدُ لله، وسبحانَ الله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، ثم قال: اللهمَّ اغفِرْ لي، أو دعا استُجِيب له، فإن توضَّأَ وصَلَّى قُبِلَت صلاتُه». رواه البخاري

يا أخا الإسلام: وبشكلٍ عامٍّ فالذِّكرُ عبادةٌ ميسَّرة، وهي ذاتُ مكارمَ وفضائلَ والمغبونُ من كان نصيبُه من الذِّكر قليلًا -لا سيَّما والذكرُ لا يحتاجُ إلى تفرُّغٍ، بل يمكنُ العاملُ أن يذكرَ الله وهو يزاول مهنتَه، والموظفُ بإمكانه أن يذكرَ الله دون أن يؤثِّر على وظيفتِه، وهكذا وهو يقودُ سيارتَه أو بين أهلِه وأولاده .. بل تستطيعُه المرأةُ وهي تزاولُ عملَ بيتِها، ولا يحتاجُ الذِّكرُ إلى طهارةٍ ولا وقتَ يُنهَى فيه عن الذِّكر .. بل يُمارَسُ في كلِّ حينٍ حتى وهو مستلقٍ على فراشِه .. وما أجملَ المرءَ يغيبُ عن الحياةِ ويودِّعُ الدنيا بالنوم وهو ذاكرٌ لله، ثم يستقبلُ الحياةَ بالاستيقاظ بذِكْر الله.

وهل علمتَ أن الذِّكرَ من أحبِّ الأعمالِ إلى الله وأكبرِها عندَ الله، قال تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (١) وقد سأل معاذُ بن جبلٍ رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:


(١) سورة العنكبوت، الآية: ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>