للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}.

لقد كان فردًا فصار أُمةً، وكان أُميًا فعلَّم الملايينَ من البشرِ، وكان فقيرًا ففتح اللهُ له كنوزَ الأرض، وأبصرَ مفاتيحَها قبلَ أن يفتحَ أصحابُه مواطنَها .. وما ذهب الجيلُ الذي صَحِبَه حتى زَعزَعَ أركانَ الأكاسرةِ والقياصرةِ .. وفتحوا بلادَ الفُرْس والروم .. وأورثَهم اللهُ أَرضَهم وديارَهم وأموالَهم واستبدلوا حضارتَهم القائمةَ على الظلمِ والطُّغيانِ والجحودِ والإنكارِ والتحريفِ لرسالاتِ السماء بحضارةٍ أشرقت شمسُها فاستضاء الكونُ كلُّه بضيائِها .. وطوى فجرُ الإسلام قرونًا من الظلمِ والطغيان، وساد العدلُ والرَّخاءُ شعوبَ الأرض، وكذلك يصنعُ الإسلامُ، وتلك من ثَمَراتِ الإيمان.

أعوذ بالله من الشيطان: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (١).


(١) سورة الأعراف، الآيات: ٩٦ - ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>