للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (١) {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} (٢).

ومن حقائقِ القرآن كذلك نهيُ المؤمنين عن مُوالاةِ الكافرين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} (٣).

أما مظاهرةُ الكافرين ضدَّ المسلمين فهي خيانةٌ لله تعالى ورسولِه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنينَ كما قال تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (٤).

وما فِتِئَ العلماءُ قديمًا وحديثًا يُفْتونَ ويحذِّرون من هذه المُوالاةِ للكافرين ومساعدتِهم على المسلمين، ويعتبرون ذلك نِفاقًا أو كفرًا.

وهنا أَنقلُ لكم اثنين فقط من هذه الفَتاوَى، الأُولى لأحدِ أئمةِ الدعوةِ السلَفيةِ الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله- حيث قال -وقد سُئلَ عن النفاقِ وعلاماتِه وإطلاقِه-: «مَن ظَهَرَت منه علاماتُ النفاقِ الدالةُ عليه كارتدادِه عند التحزيبِ على المؤمنين وخِذْلانِهم عند اجتماعِ العدوِّ كالذينَ قالوا: لو نعلمُ قتالًا لاتَّبعناكُم، وكونِه إذا غَلَبَ المشركون التجأَ إليهم، ومدحِه للمشركين بعضَ الأحيانِ وموالاتِهم دون المؤمنين، وأشباهِ هذه


(١) سورة البقرة، الآية: ١٢٠.
(٢) سورة النساء، الآية: ٨٩.
(٣) سورة الممتحنة، الآية: ١.
(٤) سورة المائدة، الآيتان: ٨٠، ٨١. وانظر نواقض الإيمان، العبد اللطيف، ص ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>