للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلاماتِ التي ذَكَرَ اللهُ أنها علاماتٌ للنفاقِ وصفاتٌ للمنافقين، فإنه يجوزُ إطلاقُ النفاقِ عليه وتسميتُه منافقًا ... » (١).

أما الفتوى الثانيةُ فلسماحة المفتي السابقِ لبلاد الحرمينِ الشريفينِ فضيلةِ الشيخ عبدِ العزيز بن بازٍ رحمه الله حيث قال: «وقد أجمعَ علماءُ الإسلامِ على أنَّ مَن ظاهَرَ الكفارَ على المسلمين وساعدهم عليهم بأيِّ نوعٍ من المساعدة فهو كافرٌ مثلُهم كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (٢).

أيها المسلمونَ: وبإزاءِ هذه الهَجْمةِ النازلةِ بأهلِ الإسلام، واعتمادًا على هذه الآيات والفتاوى، فإنني أذكِّرُ الزعماءَ وقادةَ الدولِ الإسلامية ألا ينخدِعوا ويتورَّطوا في هذا المخطَّط المستهدِف للإسلامِ والمسلمين، حتى وإن أُعلن الإرهابُ قِناعًا له، وسيحفظُ التاريخُ كلَّ موقفٍ، وستَعِي ذاكرةُ الأجيالِ كلَّ ما قيل وسُطِّر، وليس يخفى أن الغربَ يتعاملُ مع الإرهابِ بشكلٍ انتقائي، وإلا فهل أشدُّ من إرهابِ الصهاينة والذين باتوا هذه الأيامَ يستثمرون الحدثَ لصالِحِهم في الأراضي المقدَّسة، وفي حالِ انشغالِ المسلمين عنهم، علمًا بأن أصابعَ الاتهام تُشيرُ إليهم -كما تشيرُ إلى غيرِهم- في تفجيرِ الأحداثِ الأخيرة.

أما العلماءُ فإنني أذكِّرُهم بجهادِ الكلمة وقولِ كلمةِ الحقّ، والخَشْيةِ من الله وحدَه، وشموليةِ الفتوى، والنُّصحِ لأئمة المسلمين وعامَّتِهم.

كما أُذكِّر الدعاةَ وطلبةَ العلمِ والمفكِّرين والإعلاميين وأصحابَ الوَجاهةِ والكلمةِ ببيان الحقِّ للناس، ومَلْءِ قلوبِهم بالثقةِ بالله، وشَحْذِ هِمَمِهم للدعوةِ


(١) الدرر السنية، ٧/ ٧٩، ٨٠.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٥١. فتاوى ابن باز، ١/ ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>