للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا نقلت الصحف الأمريكية وغيرها تحالف مجموعة من رجالِ الدينِ والمحامينَ وأساتذةِ الجامعاتِ الأمريكان للدفاعِ عنِ المعتقلين .. فهل وقعَ مثلُ ذلك عندَ المسلمين؟

لقد نشرتْ صحيفةُ «الواشنطن بوست» أنَّ منظمةَ العفوِ الدوليةِ ذكرتْ في تقريرِها السنويِّ أنَّ الولاياتِ المتحدةَ الأمريكيةَ خاضتِ الحربَ على الإرهابِ على حسابِ حقوقِ الإنسان، وهوَ الأمرُ الذي يضعفُ مصداقيةَ أمريكا كزعيمٍ عالميٍّ في القضايا الإنسانية؟

إننا معاشرَ المسلمين لا نعولُ كثيرًا على هذهِ المنظماتِ الغربيةِ في الدفاعِ عنْ قضايانا والمطالبةِ بحقوقِ إخوانِنا المسلمين .. لكننا حينَ نذكرُ ذلكَ للعلمِ بأنَّ سوءَ المعاملةِ وهضمَ حقوقِنا الإنسانيةِ وصلَ حدًّا ضجرتْ منه منظماتُ القومِ، على حينِ تبقى عددٌ مِنَ المنظماتِ المعينةِ بالأمرِ صامتةً؟ فإلى متى يظلُ الصمتُ؟ وأحوالُ المعتقلينَ تزدادُ كلَّ يومٍ سوءًا، ومصاُبهم وجرحُ أهاليهم باتَ عظيمًا، كمْ منْ دمعةٍ حرَّى أراقَها المعتقلونَ أو أُريقَتْ لهم؟ فمنْ يحسنُّ بهذهِ الدموعِ ويؤنسُ الملهوفَ وينتصرُ للمظلوم؟ ومنْ هديِ النبوةِ «انصرْ أخاكَ ظالمًا أو مظلومًا» وفي مسطورِ التاريخِ (وامعتصماه) تلكَ التي سُيرتْ لها الجيوشُ، وكان الفتحُ الأعظمُ لعموريةَ والانتصارُ للمظلومين ..

ربَّ وامعتصماهُ انطلقتْ ... ملءَ أفواهِ الصبايا اليُتَّمِ

لامسَتْ أسماعَهُمْ لكنَّها ... لمْ تلامِسْ نخوةَ المعتصمِ

وربَّ وامعتصماهُ انطلقتْ ... ملءَ أفواهِ الأسارى العزَّلِ

لامسَتْ أسماعَهُمْ لكنَّها ... لمْ تلامِسْ نخوةَ المعتصمِ

عبادَ الله: ومهما تشدَّقَ الآخرون بمنظماتِهم الإنسانيةِ لحمايةِ حقوقِ الإنسان، فيبقى الإسلامُ شامخًا في حمايةِ حقوقِ الإنسان، ويبقى ميثاقُ القرآنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>