للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} (١).

فتوبوا إلى اللهِ جميعًا أيها المؤمنونَ لعلكم تفلحون .. وإذا نوديَ أهل الإيمانِ للتوبةِ فغيرهمْ بالدعوةِ أَحْرى، وبالتوبةِ أَوْلى.

ورمضانُ فرصةٌ واسعةٌ للتوبة، وعونٌ للتائبين، فهل من مُدَّكِر؟

أيها المؤمنون: وهاكمْ خِصالًا تُدخلُ الجنةَ، فقدْ جاءَ أعرابيٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، علِّمْني عملًا يُدْخِلُني الجنةَ، قال صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَالخطبةُ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ، أَعْتِقْ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ» قَالَ: أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: «لَا، إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا، وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ (وهي غَزِيرةُ اللَّبن)، وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ القاطع (أي العطفُ عليهِ والرجوعُ إليه بالبرِّ)، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَاكَ فَأَطْعِمْ الْجَائِعَ، وَاسْقِ الظَّمْآنَ، وَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ الْخَيْر» (٢).

ألا ما أعظمَ فضلَ الصدقةِ في كلِّ حين! وفضلُها يزدادُ في رمضانَ، وحينَ تشتدُّ حاجةُ المسلمينَ إليها في أيِّ مكانٍ وفي أيِّ لونٍ ونوعٍ من الدَّعم، فلنحرصْ على مواساةِ إخوانِنا المسلمينَ والمشاركةِ لهمْ في هُمومِهم لتخفيفِ معاناتِهم، والمسلمُ للمسلمِ كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضًا.

يا مسلمُ يا عبدَ الله، وإياكَ أن تُذادَ عنْ الجنةِ بسوءِ عملِكَ .. وهل عملتَ سَعَةَ أبوابِ الجنةِ؟ وبينَ المِصْراعيْنِ منْ مصاريعِها مسيرةُ أربعينَ عامًا، وليأتينَّ


(١) سورة مريم، الآية: ٦٠.
(٢) أخرجهُ الطيالسيُّ وأحمدُ وابنُ حبان- واللفظ له- وصححه الهيثمي والألباني (مجمع الزوائد ٤/ ٢٤٠)، (الاحسان ١/ ٢٩٦ ح ٣٧٥) (مشكاة المصابيح رحمه الله ٣٣٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>