للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبيِّها محمدٍ صلى الله عليه وسلم حيث قال: «وما تَرَكَ قومٌ الجهادَ في سبيلِ الله إلا ذَلّوا».

٥ - ولا بدَّ للأُمة أن تتخلَّصَ من المنافقينَ والأدعياءِ وأدلاَءِ الطريق للعدوِّ .. فأولئك -هم العدوُّ- كما أخبرَ اللهُ، وأولئك لا يريدون للأمةِ إلا توهينَها وضعفَها، ولو خرجوا مع المجاهدينَ ما زادوهم إلا خبالًا ولأوضعوا خلالَهم يبغونَهُم الفتنةَ .. وكم غُزِيَت الأمةُ بالتعاونِ مع هؤلاء، وكم سُلِبت البلادُ بفعل خيانةِ هؤلاء.

٦ - ولا بدَّ للعلماءِ والدعاةِ والمفكرين أن يتقدموا الأُمةَ ويضعوا لها الحلولَ الشرعيةَ المناسبة، يُثبِّتَونها في المِحَن ويقودون مسيرتَها في جهادِ الكلمةِ الصادقة الناصحة أولًا، وجهادِ السِّنان وحربِ الأعداء ثانيًا، كما صنع أسلافُهم من قبلُ.

٧ - ولا بدَّ للقادةِ والحكام والأمراءِ والمسئولين من تعظيم المسئولية فيما استُؤمِنوا عليه من مسئولياتٍ ومراكزَ، وكلٌّ بحَسَبِه، فالخيانةُ فضيحةٌ في الدنيا -والتاريخ سِجِلٌّ حافظ- والفضيحةُ يومَ القيامة أدهى وأمرُّ حين يُعَرضُ الخلقُ لا تخفى منهم خافيةٌ {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١).

أيها المسلمون: اتقوا اللهَ جميعًا وتضرَّعوا إلى خالِقِكم بالنصرِ لكم ولإخوانكم، وجاهِدوا الكفارَ بألسنتِكم وأموالِكم وأنفسِكم، والإسلام اليومَ أمانةٌ في أعناقِنا، وما يَحِيقُ بالشعوبِ المسلمة من ويلاتٍ ومِحَن مسئوليتُنا جميعًا.

وما لم يُدفع العدوُّ اليومَ فسيتجاوز غيرَنا إلينا، كما تجاوَزْنا إلى غيرنا، والمؤمنون إخوةٌ والعدوُّ شرِس، والمخطَّط كبير، ومن جاهدَ فإنما يجاهدُ لنفسه.


(١) سورة النور، الآية: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>