للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبادَ الله: ويبقى بعدَ ذلك إشاراتٌ وتنبيهاتٌ للحجِّ والأضاحي أَعرِضُ لها في الجمعةِ القادمةِ بإذن الله ..

وتنبيهٌ آخرُ يتعلَّقُ بالتوبةِ من الذنوب .. فكما تستدعي هذه الأيامُ الفاضلةُ المسارعةَ بالطاعاتِ .. تستدعي كذلك المبادرةَ بالتوبةِ عن الماضي، والكفَّ قدرَ الُمستطاعِ عن عملِ السيئات، ولقد سُئِلَ شيخُ الإسلام ابنُ تَيْميَّةَ- يرحمه الله- عن أثرِ المعصيةِ في الأيام المباركةِ هل تزيدُ أم لا؟ فأجاب: نعم، المعاصي في الأيامِ المفضَّلةِ والأمكنةِ المفضَّلةِ تُغلَّظ وعقاُبها بقَدْرِ فضيلةِ الزمان والمكان (١).

ألاَ فعَظِّموا حرماتِ الله معاشرَ المسلمين .. ومن يُعظِّمْ حرماتِ الله فهو خيرٌ له عند ربِّه، وأَنِيبُوا إلى ربِّكم وأَسلِموا له، وتزوَّدوا فإن خيرَ الزادِ التقوى، وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّةٍ عرضُها السماواتُ والأرض أُعِدَّت للمتقين، واستقبِلوا أَيامَ العشرِ بالفرح والبُشْرى، وأَرُوا اللهَ من أنفسِكم خيرًا، ولا تأخذْكم الغفلةُ، وتشغلْكم الدنيا عن نعيمِ الآخرة، فما متاعُ الحياةِ الدنيا في الآخرة إلا قليلٌ، ومن تزكَّى فإنما يتزكَّى لنفسِه وإلى اللهِ المصيرُ.


(١) نص عليه في الفتاوى ٣٤/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>