للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقفات للحجاج وغيرهم وعن الهدي والأضاحي والأيام الفاضلة (١)

الخطبةُ الأولى:

الحمدُ لله، جعلَ لكلِّ أمةٍ منْسكًا همْ ناسِكوه، وفضَّلَ هذهِ الأمةَ على غيرِها مِنَ الأممِ بأكملِ الشرائعِ وأوفى المناسك، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، جعلَ لأمةِ الإسلامِ أعيادًا تعتزُّ بها وتكفيها عمّا سواها منْ مُبتدعاتٍ في الدين، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، أنزلَ عليهِ عشيةَ عرفةَ قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (٢).

اللهمَّ صلِّ وسلمْ عليهِ وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلين، وارضَ اللهمَّ عن الصحابةِ أجمعينَ والتابعينَ ومنْ تبعهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدين. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (٣).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٤).

أيها المسلمون: في هذهِ الأيامِ التي نعيشها ونستقبلُها مناسباتٌ وعِبَرٌ، ومواسمُ وفرصٌ وقرباتٌ وطاعات، وإقبالٌ وإدْبار، وذكرٌ وغفلةٌ .. والسؤالُ المطروحُ المهمُّ يقول: أينَ موقعكَ- أخي المسلم وأختي المسلمة- منْ هذهِ أو


(١) ألقيت هذه المحاضرة يوم الجمعة الموافق ٣/ ١٢/ ١٤٢٣ هـ، وأعيدت في ٦/ ١٢/ ١٤٢٣ هـ.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٣. وانظر تفسير ابن كثير للآية ٣/ ٢٤، متفق عليه.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٤) سورة الحجرات، الآية: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>