للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام: حبُّهمْ سُنَّةٌ، والدعاءُ لهمْ قُرْبةٌ، والاقتداءُ بهمْ وسيلةٌ والأخذُ بآثارهمْ فضيلة (١).

أخوةَ الإسلام: وصحابةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جاهدوا بأموالهمْ وأنفسِهمْ في سبيلِ الله، وفدَوْا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأرواحهم، وحملوا الإسلامَ إلى أصقاعِ الأرض، وهمْ يحملونَ أرواحهمْ على أكُفِّهم، فمنهمْ منْ قضى نحبَهُ في ساحاتِ الجهادِ ومنهمْ منِ انتظرَ حتى توفاهُ اللهُ وما بدَّلوا تبديلًا.

كانوا قِمَمًا في إيمانهمْ وصِدْقِهم، وكانوا كذلكَ قِمَمًا حين يخطئونَ فيتوبون، وحديثُ اليوم عن الثلاثةِ الذينَ خُلِّفوا، جاءَ ذكرهمْ في القرآنِ وأفاضتِ السيرةُ النبويةُ في تفصيلِ خبرهمْ- وإنْ لمْ نجدْ في كتب الطبقات والتراجم مزيدَ تفصيل عن حياتهم- وهم: كَعبُ بنُ مالك- وهوَ أصغرُهمْ سنًا وأشهرهمْ ذِكرًا- ومُرارةُ بنُ الربيعِ العمريِّ، وهلالُ بن أميةَ الواقفيُّ، والثلاثةُ من الأنصارِ، والاثنان الأخيران بَدْرِيَّان.

أما كعبٌ فهوَ خزرجيٌّ عَقَبيٌّ أُحُديّ- يعني منَ الخزرجِ وشهدَ العقبةَ وأحدَ، كانَ منْ أهلِ الصُّفَّة- كما قالَ ابنُ أبي حاتم (٢)، شهدَ العقبةَ وبايعَ بها، وتخلَّفَ عنْ بدر- ولمْ يعاتب الرسولُ صلى الله عليه وسلم منْ تغيّبَ عنها وشهدَ أحدًا وكانَ لهُ موقفٌ فيها، ثمَّ شهدَ ما بعدَها، وتخلَّفَ في تبوكَ، وقصتُهُ وصاحباهُ مشهورةٌ فيها (٣).

كان كعبٌ أحد شعراءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم المشهورينَ وهم: حسانٌ، وابنُ رواحةَ وكعبٌ، وخدمتُهمْ للإسلامِ في شعرهمْ لا تُنكر، قالَ ابنُ سيرين: أما كعبٌ فكانَ


(١) العباد، الانتصار للصحابة الأخيار ص ١٣٣.
(٢) الجرح والتعديل ٧/ ١٦٠، ١٦١.
(٣) الإصابة ٨/ ٣٠٤، ٣٠٥ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>