للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطبةُ الثانية:

الغربُ في العراقِ باتَ يُنفَّذُ مخطَّطاتِه، فالقواعدُ العسكريةُ تُختارُ مواقعُها ويُبدأُ بإنشائِها، والحاكمُ العسكريُّ الأمريكيُّ يصلُ بغدادَ ليشرفَ على حُكمِ العراقِ واختيار مَنْ يقومُ نيابةً عنِ الغربِ بحُكمِ العراقِ، وبدأتِ التّهمُ تُلاحقُ الموفَدَ الأمريكيَّ للعراقِ بأنهُ صاحبُ علاقاتٍ حميمةٍ مَعَ دولةِ الصهاينةِ! وسواءٌ ثبتَ هذا أمْ لمْ يثبتْ فالنظامُ الجديدُ في العراقِ لا بدَّ أنْ يكونَ متفقًا مَعَ رغباتِ اليهودِ وتطلُّعاتِهمُ المستقبليةِ في المنطقةِ .. فهذا منْ أهدافِ الغزوِ.

والغربُ وأمريكا كاذبانِ في دعوى أنَّ العراقَ للعراقيِّينَ، وسيَختارُ العراقيونَ ما يرونهُ مناسبًا لحُكم بلادِهمْ .. إنها شنشنةٌ وذرٌّ للرَّمادِ في العيونِ، بلْ يعتزمُ الأمريكانُ التدخلَ والتغييرَ في العراقِ لما يشتهونَ، (إنْ لمْ يُقاوَموا).

وقدْ أعلنَ مكتبُ مستقبلِ العراق! تشكيلَ لجانٍ خاصةٍ لوضعِ نظامٍ تعليميٍّ، ورُويدًا- أيُّها البسطاءُ- فلا تظنوا إصلاحًا للنظامِ التعليميِّ البعثيِّ؟ بلْ هوَ وفقَ العقيدةِ والنظرةِ الأمريكيةِ، بلْ هوَ مؤشِّرٌ على حرصِ القومِ على تغييرِ المناهجِ في البلادِ العربيةِ والإسلاميةِ عمومًا إنِ استطاعوا، ومتى أُتيحتْ لهمُ الفرصةُ في ذلكَ، وهذا وغيرُه جزءٌ من خَبَرِ اللهِ لنا عنهمْ:

{لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًا وَلاَ ذِمَّةً} (١).

{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} (٢).

{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} (٣).


(١) سورة التوبة، الآية: ١٠.
(٢) سورة النساء، الآية: ٨٩.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>