للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسئولي الدولةِ فمَنْ يُسندُ هؤلاءِ المتطاوِلينَ المتّهَمينَ المُرجِفينَ؟

إننا نُسَرُّ لمحاسبةِ كلِّ مخطئٍ أيًا كانَ موقعُهُ، ومهما كانَ اتجاهُه وفكرُهُ .. ولكنَّ إقالةَ صحفيٍّ تجاوزَ حدودَ مسئوليتهِ، أوْ مَنْع كاتبٍ شذَّ قلمُه .. ليستْ حلًّا أمثلَ لعلاجِ هذهِ الظاهرةِ المثيرةِ التي تتكرَّرَ بلاؤُنا بها، ولا تكفي لقطعِ دائرِ الفتنةِ المُهيِّجةِ، فالصحفيُّ المُعفى قدْ يَخلُفُه منْ هُوَ مثلُه أوْ أكثرُ منهُ جُنوحًا، والكاتبُ الممنوعُ قدْ يحلُّ محلَّهُ كاتبٌ أكثرَ إثارةً وتهيجًا .. ولكن الحلَّ يَكْمُنُ في نظري في وضعِ أُطُرٍ عامّةٍ لا ينبغي المساسُ بها تتعلَّقُ بالقيَمِ والأخلاقِ وكراماتِ الناسِ وحقوقِهمْ، تمنعُ السخريةَ واللَّمْزَ، وتسدُّ البابَ على المتصيِّدينَ والمتطاولينَ، وتوضَعُ عقوباتٌ رادعةٌ ولجانُ متابعةٍ منصفةٌ، تمنعُ كلَّ ما يثيرُ الفتنَ ويدعو للفرقةِ والشحناءِ ويُخلُّ بأمنِ البلدِ الفكريِّ والثقافيِّ والاجتماعيِّ والقِيَميِّ، ثمَّ تُعطى الفرصةُ للعلاج الهادئ المثمرِ الناجحِ الأمينِ .. ذلكَ مخرجٌ مهمٌّ منْ مخارجِ الأزمةِ، وبدايةُ طريقٍ صحيحٍ لمعالجةِ كلِّ ظاهرةٍ غاليةٍ أو جافيةٍ، وثمَّةَ مخارجُ لدفعِ الفتنِ بشكلٍ عامٍّ، أتوقَّفُ عندَ شيءٍ منها.

إذا كانت آثار الفتن تعم ولا تخص {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: ٢٥] فدفع الفتن مسئوليتنا جميعًا، ويمكن أن نساهم في دفعها بالوسائل التالية:

١ - تعليم العلم النافع ونشره، فالعلم مُبصرٌ للناس ومانع لهم من الفتن بإذن الله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨].

٢ - التحذير من الفتن وآثارها وويلاتها، والنصح لإخواننا المسلمين على كافة المستويات (فالدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>