للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدرَ قلقٍ وتشويشٍ على المُصَلينَ، فهلْ تنتهي يا صاحبَ الجوالِ .. إما بالعنايةِ بإغلاقِهِ .. أو بتركِهِ في البيتِ أو السيارةِ حالَ الصلاةِ؟

٧ - ولا بدَّ يا عبادَ اللهِ مِنَ العَوْدِ والتأكيدِ على رُوحِ الصَّلاةِ ولُبِّها، ألا وهوَ الخشوعُ فيها، ألا وإنَّ المؤدِّين للصلاةِ كثيرٌ .. ولكنَّ المقيمينَ لَها .. بواجباتِها وأركانِها وسُننِها قليلٌ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، أَلَسْنا نرى فِئامًا مِنَ المصلينَ يُصلونَ أشباحًا بلا أرواحٍ، وقوالبَ بلا قُلوبٍ، وحركاتٍ بلا مشاعرَ، صلاتُهمْ مرتعٌ للوساوسِ وفرصةٌ لإعادة الذكرياتِ والهواجسِ يدخلُ الشيطانُ على أحدِهِمْ منْ حينَ يكبِّرُ حتى يُسلِّمَ، فيصولُ ويجولُ بفكرِهِ في مجالاتِ الدنيا، ولذا تراهُ يتحركُ ويتشاغلُ، ويستطيلُ ويتثاقلُ، ويلتفتُ بقلبِهِ وبصرِهِ إلى حيثُ يُريدُ، قلوبُهمْ في كلِّ وادٍ تهيمُ، وعقولُهمْ في كلِّ مكانٍ تسرحُ .. ولو سألتَهُ: ماذا قرأَ الإمامُ؟ لم يَجد جوابًا بلْ رَبما لوْ سألتَهُ: ماذا قرأتَ وقُلتَ في صلاتِك لتردَّدَ في الجوابِ .. إنَّ صلاةً يتلاعبُ الشيطانُ بصاحبِها إلى هذا الحدِّ خِداجٌ غيرُ تمامٍ، فاللهَ اللهَ في مجاهدَةِ نفسِكَ والشيطانِ.

أيها المصَلَّي: ليسَ لكَ منْ صلاتِكَ إلا ما عَقلْتَ، والشيطانُ إنْ عَجَزَ عنْ صدِّك في المجيءِ للمسجدِ والصلاةِ معَ المسلمينَ، فسيحاولُ إفسادَ صلاتِك عليكَ، فتعوَّذْ باللهِ منْهُ صادقًا مستحضِرًا قدرَ الصلاةِ وتذكرْ أنَّ الرجُلينِ يقفانِ في الصفِّ الواحدِ وبينَ صلاتِهِما كما بينَ المشرقِ والمغربِ، فكُنْ عبدَ الله المقيمَ للصلاةِ ولا تكتفي بمجردِ أدائها.

واعلمْ أنَّ أولَ ما يحاسَبُ عَنْهُ العبدُ في قبرِهِ الصلاةُ، فأعِدَّ للسؤالِ جوابًا.

عبادَ اللهِ:

٨ - ومعَ الحرصِ على صلاةِ الجماعَةِ في المسجِد، فلا بدَّ مِنَ التفطُّنِ ألّا

<<  <  ج: ص:  >  >>