للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتصام بالوحيين وأسباب الخلاف (١)

الحمد لله رب العالمين جعل الدين الحقَّ دينًا واحدًا فقال {إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم} [آل عمران: ١٩] وحكم ببطلان ما سواه فقال جلَّ من قائل عليمًا {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران: ٨٥] وجعل من سمات هذه الأمة الوحدة مع تباعد الزمان واختلاف المكان وكثرة المرسلين واختلاف الشرائع فقال {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} [الأنبياء: ٩٢].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أوصى عباده بالاعتصام بالكتاب والسنة ونهى عن الفرقة والاختلاف فقال: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا} [آل عمران: ١٠٣].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان من أواخر ما أوصى به أصحابه كما نقل العرباض بن سارية رضي الله عنه: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلَّ بدعة ضلالة» (٢).

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آله المؤمنين وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اتقوا الله معاشر المسلمين واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، {ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}.


(١) ألقيت هذه الخطبة في ١٨/ ٥/ ١٤٢٩ هـ.
(٢) حديث حسن رواه أحمد وأبو داود والترمذي والدارمي. (شرح السنة للبغوي ١/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>