للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله يستحق الحمد والثناء، {وما بكم من نعمة فمن الله}، وإذا مسكم الضر ضل من تدعون إلا إياه.

يا معشر الفتيان والفتيات ويكفي أن نذكركم بنموذجين صالحين للشباب يمثل الذكور (أبو جندل) عبد الله بن سهيل بن عمرو رضي الله عنهما ويمثل الإناث (أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط) رضي الله عنها وكلاهما كان أبواهما من قادة قريش منهم من هلك قبل (عقبة) ومنهم من هو سيد المفاوضات في صلح الحديبية وخبرهما جاء في صحيح البخاري.

أما أبو جندل فقصته وعصاميته وولاءه للإسلام وأهله تبدأ قبل صلح الحديبية حيث كان من السابقين إلى الإسلام، وممن عُذب على إسلامه فثبت، وحين خرج أهله لبدر، خرج معهم لكنه انحاز إلى المسلمين، ثم أُسر بعد ذلك وعُذِب ليرجع عن دينه فثبت فلما كان صلح الحديبية جاء يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال أبوه (سهيل) هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن تردَّه إليَّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا لم نقض الكتاب بعد .. فأبى سهيل فلما أجيز للمشركين قال أبو جندل: أي معشر المسلمين أردُّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عُذِّبَ عذابًا شديدًا في الله (١).

ثم استطاع أبا جندل أن يفرَّ مع أبي بصير إلى الساحل وهناك شكلوا خطرًا يهدد تجارة قريش .. حتى طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم أن يردهم إليه في المدينة.


(١) (صحيح البخاري .. الفتح ٥/ ٣٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>