للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العلماء: الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم وهو الدين القويم، وتشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها كذلك (١).

واختصرها ابن حجر بالقول: الاستقامة كناية عن التمسك بأمر الله تعالى فعلاً وتركًا (٢).

وقالوا كذلك في معنى الاستقامة - أنها زائدة في المرتبة على الإقرار بالتوحيد؛ لأنها تشمله وتشمل الثبات عليه، والعمل بما يستدعيه (٣).

إخوة الإسلام نحتاج إلى الاستقامة على دين الله في هذه الحياة؛ لأن ذلك سبيل الاستقامة حياتنا بعد الممات، ومن أراد أن يثبته الله على أهوال يوم القيامة فلا بد أن يتثبت على صراط الله في الدنيا ..

وهنا كلام جميل لابن القيم رحمه الله حيث يقول: من هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم .. هدي هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته .. وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المستقيم المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذلك الصراط، ولينظر العبد الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه، فإن كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك، وما ربك بظلام للعبيد (٤).


(١) (جامع العلوم والحكم لابن رجب صـ ١٩٣).
(٢) (الفتح ١٣/ ٢٥٧ عن نضرة النعيم ٢/ ٣٠٤).
(٣) (نضرة النعيم ٢/ ٣٠٦).
(٤) (التفسير القيم/ ١٠٩ بتصرف).

<<  <  ج: ص:  >  >>