للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوة الإسلام والمتتبع لتاريخ العلاقات ما بين الغرب وشعوب الإسلام يلاحظ حقدًا مريرًا يملأ صدور الغرب حتى درجة الجنون، يصاحب هذا الحقد خوف رهيبٌ من الإسلام والمسلمين. وهذا الحقد وذلك الخوف ليس مجرد إحساس نفسي لا ظل له ولا أثر في الوجود، وإنما من أهم العوامل التي تبني وتبلور عليها مواقف الحضارة الغربية من الشعوب المسلمة سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا وسائر جوانب الحياة الأخرى.

ولم تعد هذه المقولة مجازفة يطلقها المسلمون ... أو تهمة تلصق بالغرب ومن شايعهم وهم منها براء، كلا والواقع ينطق والحقائق تشهد، والستار الوهمي يزاح، وتشهد أرض البوسنة والهرسك اليوم أبشع جريمة، وأسوأ كارثة في التاريخ المعاصر .. تسفك فيها دماء الأبرياء، وتغتصب النساء، ويفصل بين الأبناء والآباء، ويموت الألوف محل الأطفال ويحال بينهم وبين الرضاع أو شربة الماء .. ولا تنتهي الكارثة رغم سوئها عند هذا الحد فالهوية المسلمة يراد طمسها .. والأرض الخاصة لابد من تقسيمها والملأ يأتمرون ويخططون والسادة يباركون، والمنظمات والهيئات الدولية تحمي وتشرف على المخطط الآثم وتضطلع بمسؤوليتها في الجريمة النكراء، ويلف الصمت أممًا أو دولاً أخرى لها نصيبها في المغنم أو يكفيها يوأد الإسلام المتململ، وتنهى- ولو إلى حين- هذه الصحوة الإسلامية المتجددة.

ولك الله يا شعب البوسنة والهرسك، كم تكالبت عليك الخطوب، وكم كنت هدفًا للتخطيط الماكر، والكيد الظاهر والخفي ... لك الله وأنت باكورة ثمار التخطيط للنظام العالمي الجديد بصليبيته الظاهرة، واستعماره الملفوف، وخداعه المكشوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>