للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبدأ الحق والصبر على البلاء، واليقين والتوكل على الله، والاستغاثة والدعاء، والمقاومة والجهاد، والمجاهدة، وحسن الظن بالله - واليقين بالنصر، واستنزاله من الله وحده، وبالتعبئة وأخذ العدة، واليقظة والمرابطة .. وهذه وأمثالها من قيم لا تتوفر إلا لأهل الإسلام، نحسب أن إخواننا في غزة حققوا ما حققوا من النصر بفضل من الله واستشعار هذه المعاني والقيم ولا يجرمنكم كثرة العدد والعدة {كَمْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ} [البقرة: ٢٤٩]. ورب شخص عدل بألف شخص «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل» (١).

وبعد التخفيف والعلم بالضعف {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٦٦].

ولكم أن تقارنوا بين فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة، فالأولى تسعف المرضى وتحمل الموتى والسماء تمطر بالقاذفات، وتصلي لله على أي حال استطاعت الصلاة، أما الأخرى فتصاب بالرعب - وإن لم تصبها الصواريخ المقاومة وتمتلئ المستشفيات والمصحات النفسية بالمرعوبين وأصحاب الصدمات النفسية .. وتخلى المستوطنات تحسبًا لضربات لم تقع، وأنى لهؤلاء أن يعبدوا الله في أوقات الشدائد، وقد كفروا به في أزمنة الرخاء والمسرات؟ وأنى لهم أن يكفها عن قتل الناس وقد تجرءوا على قتل خير الناس (الأنبياء)؟ ! وأنى لهم أن يكفوا عن قتل الناس.

إن من مكاسب المسلمين في هذه النوازل أن تصحح الإيمان؛ فالإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا


(١) (الحاكم وصححه الألباني صحيح الجامع ٥/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>