للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا قال الذهبي في ترجمته (قيل إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم من أبيه، ولكن ما أظهر إسلامه إلا يوم الفتح) وانتقد الذهبي رواية الواقدي التي يشير إلى أن معاوية شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينًا، فأعطاه من الغنائم مائة من الإبل وأربعين أوقية، وقال: الواقدي لا يعي ما يقول، فإن كان معاوية كما نقل قديم الإسلام، فلماذا يتألفه النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان أعطاه، لما قال عندما خطب فاطمة بنت قيس «أما معاوية فصعلوك لا مال له» (١).

ويقرر الحافظ ابن حجر إسلامه قبل الفتح ويقول: أسلم قبل الفتح، وأسلم أبواه بعده، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له (٢).

٢ - ولمعاوية رضي الله عنه مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه، فقد ثبت كما في صحيح مسلم أنه جعله كاتب وحيه - ضمن من كانوا يكتبون الوحي لهذه المهمة العظيمة، وأكرم بهذه المهمة .. ولم يزل في هذه المهمة الشريفة والمنقبة العلية حتى فارق النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا (٣).

٣ - ومكانه عند كبار الصحابة، فقد استعمله عمر على دمشق، بل قال خليفة بن خيار -وهو من قدماء المؤرخين الثقات- إن عمر جمع الشام كلها لمعاوية، وأقره عثمان، وإن قيل إن عثمان هو الذي ولاه الشام كلها.

٤ - ولمعاوية - رضي الله عنه - مكانة عند علماء الملة ولنسمع إلى هذا الثناء على معاوية من الذهبي حيث يقول: وحسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم- وهو ثغر- فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويرضي الناس بسخائه وحمله، وإن كان


(١) (السير ٣/ ١٢٢).
(٢) (الفتح ٧/ ١٠٤).
(٣) (العلوان/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>