للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [هود: ٣٦].

وجاء النصر بعد الصبر والثبات والتمحيص {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف: ١١٠].

ورغم العناد والاستكبار والسخرية والأذى فقد كان الرفق في الدعوة والحرص على هداية المدعوين معلمًا بارزًا في هدي المرسلين {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: ٤٣، ٤٤] ومع الرفق واللين قوة في الحق ورد على المبطلين {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا} [الإسراء: ١٠٢].

إخوة الإسلام ولقد كان من مهام المرسلين ومن أساليب دعوتهم معالجة التبعية البلهاء، ومقاومة الاتباع للآباء والأجداد الضالين، وتجاوز الأعراف والتقاليد الجاهلية التي لم ينزل الله بها من سلطان {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (٢٣) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} [الزخرف: ٢٣، ٢٤].

ولم يغفل الأنبياء والمرسلون عن إصلاح أمور الناس الدنيوية -فضلًا عن عنايتهم في الأمور الأخروية- فقد ساهموا في بناء الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة للناس {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ} [يوسف: ٤٧].

واعتنوا بأمور الناس الاجتماعية والأخلاقية وحذروا من الفساد بكل صوره وأشكاله {وَلاَ تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ .. } [هود: ٨٤]، {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ} [الأعراف: ٨٠] كما حذروا أقوامهم من مصائر الغابرين المهلكين ودعوهم إلى التوبة والاستغفار {وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>