للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ...

إخوة الإسلام السعيد من وعظ بغيره، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ومن الشقاء أن يرى الناس المثلات تحل بغيرهم، ويبصرون ويلتمسون العقوبات تنزل عن يمينهم وشمالهم ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون .. وإذا كان عقلاء العالم يطالبون بإلغاء الربا والتخلص منه إلى غير رجعة لما ذاقوه من مره ونكده .. فمن نوازل العصر ومصائب الزمان في مجتمعنا إعلان هيئة المال إقرار السندات المالية (القائمة على الربا) وما أدراك ما هذه السندات؟ وما حكم الشرع فيها؟ إن مما تجري به معاملات بعض الناس اليوم أخذ الزيادة في المال أي نقدًا بنقد بزيادة يسمونها زورًا وبهتانًا (بالفائدة) يأخذها الدائن من المدين نظير تأجيل الدين من قرض أو ثمن مبيع أو نتيجة تفضيل أحد المبيعين على الآخر مما يجري فيه ربا الفضل كالذهب بالذهب وغيره مما فيه علة الربا، وقد تكون هذه الزيادة مشروطة، وقد تكون متعارفًا عليها كما هو واقع كثير من المعاملات البنكية وغيرها من المعاملات الربوية الشائعة، والربا الذي حرمه الله ورسوله نوعان: ربا فضل (زيادة) وربا نسأ (وهو التأجيل) ومما يجمع بين النوعين من الربا الإقراض بفائدة، وذلك بأن يقوم البنك أو غيره بإقراض عملائه قرضًا بفائدة يتفقون عليها، ويكون التسديد من العميل على دفعة أو دفعات.

وقد أجمع العلماء المعتبرون على تحريم هذا النوع من القروض وعدوه صريح الربا.

وإن من أدوات توسيع القروض بفائدة إصدار السندات، وهي وسيلة من

<<  <  ج: ص:  >  >>