للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .. واتخذوا من هذه الدار مزرعة للحياة الباقية، واستعينوا بذكر الله والصلاة على مراغمة الشيطان وعداوته، وغالبوا أنفسكم على طاعة الله، وصبروها عن المجرمات.

وإذا عظمتم الله حق تعظيمه ذكرًا، وخوفًا، وطاعة، ومجاهدة في سبيله ونصرة لدينه .. ثم راغمتم الشيطان وضيقتم مسالكه ولم تستهوكم إغراءاته ووساوسه .. عشتم في هذه الحياة سعداء آمنين .. وانتقلتم بعد الممات إلى درجات النعيم .. وبين هذا وذاك تتنزل عليكم الملائكة حين الممات لتستعجل لكم البشرى ويقول: {أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} [فصلت: ٣٠ - ٣٢].

ألا فلا تسودوا الصحائف بعد بياضها .. ولا تراكبوا الذنوب بعد غفرانها، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة بعد أن أعتق الله رقابكم من النار ولا تستبدلوا الأدنى بالذي هو خير .. والسعيد حقًا من استفاد من الفرص والمناسبات واستقام على الخير والهدى في هذه الحياة.

وأختم الحديث بتنبيه تدعوا الحاجة إليه في مثل هذه الأيام حيث تكثر الرحلات البرية، وربما عادت الأسرة بالحزن والأسى بدل الفرحة والسرور .. ذلك حين تسر ف الأسرة في لعب أطفالها، ولاسيما اللعب في الدراجات النارية التي تشهد المستشفيات على ضحاياها فهذا كسير وهذا جريح وثالث في غيبوبة وربما وصل الخطر إلى الوفاة .. فتنزهوا ولا تسرموا وحافظوا على فلذات أكبادكم ولا تعرضوهم للمخاطر.

ومثل ذلك أو أخطر اللعب بالسيارات بحركات هستيرية خطرة فاحذروا ذلك كله ..

<<  <  ج: ص:  >  >>