للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن من يتأمل في كتاب أو يقرأ في تاريخ الشعوب والأمم، يرى كيف تعرض الفتن، وكيف يفتن الناس بأنواع البلايا، ففتنة بالعذاب، وأخرى بالأموال والأولاد، وثالثة بالجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، ورابعة بالامتثال، وخامسة بالشبهات أو بالشهوات، وسادسة وسابعة بالغلو أو بالجفاء، وثامنة وتاسعة بالصدود والضلالة، أو التسليط والقهر والإبادة، وهكذا تكون الفتن ويبتلى الناس، ويعرف حينها الصادق من الكاذب والذين يصبرون ومن يجزعون {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [سورة العنكبوت: ٣].

وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} [سورة العنكبوت: ١٠].

بل لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الفتن حتى قال: «لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فاعدوا للبلاء صبرًا» (١).

عباد الله: ومن البلايا والفتن التي امتحن بها المسلمون قديمًا ولا يزالون فتنة الاقتتال بين المسلمين، أو فتنة (السيف) وتلك التي حذر منها المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا التقى المسلمان بسفيهما فالقاتل والمقتول في النار» (٢).

وعبد البخاري ومسلم والترمذي من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا» (٣).


(١) رواه ابن ماجة بسند صحيح (انظر: نضرة النعيم ١١/ ٥١٩٧).
(٢) (متفق عليه/ جامع الأصول ١٠/ ٦٥).
(٣) (انظر: جامع الأصول ١٠/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>