للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو لحسن خلقه وكرمه لا يتفطن للشر، وقد جاء في الحديث الحسن: «المؤمن غرٌّ كريم، والفاجِر خبٌّ لئيم» (١).

والمعنى كما قال صاحب النهاية: إن المؤمن المحمود من طبعه الحرارة وقلة فطنته للشر، وترك البحث عنه وليس ذلك منه جهلاً ولكن كرمٌ وحسنُ خلقٍ (٢).

والمؤمن الحق يتجاوز دائرة ذاته، ويهتم ويألم لأحوال إخوانه، قال عليه الصلاة والسلام: «المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس» (٣) ..

وهو بين الناس طلق المحيا، كريم الندى، لطيف المعشر، يألف ويؤلف، (ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس) (٤).

وهو مع ذلك كله آمر بالمعروف ناه عن المنكر، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (٥).

يخالط الناس ويقدم الخير لهم ويصحبر على أذاهم (والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).

وبالجملة فأهل الإيمان هم المحافظون على جلائل الأعمال القولية والفعلية من مثل قوله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ


(١) رواه أبو داود والترمذي والحاكم، صحيح الجامع ٦/ ٦.
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر، بن الأثير ٣/ ٣٥٤، ٣٥٥.
(٣) حديث حسن رواه أحمد عن سهيل بن سعد، صحيح الجامع ٦/ ٧.
(٤) صحيح الجامع ٦/ ٧.
(٥) سورة التوبة، الآية: ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>