للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرك والوثنية، وقد برأه الله من اليهودية والنصرانية المحرفة، وألبسه لبوس الحنيفية المسلمة {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١). وجعل أولى الناس به الذين اتبعوه {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (٢).

تلك حاسمة الخلاف ومبتغى الحق لمن رامه، وكفى بالله شهيدًا وبالقرآن حكمًا، أما المخدوعون بالسراب فربما راقت لهم فكرة «زمالة الأديان» وإمكانيةُ التّعايشِ والتعاون بين أصحاب الديانات المختلفة في سبيل محاربة الإلحاد والعلمنة، ولا يخفى على أولي الألباب أن هذه الدعوات المحمومة نشأت في أحضان التنصير والصهيونية العالمية لتحطيم الإسلام، وتذويب الشخصية المسلمة، لأنهم يرون في الإسلام وأهله أكبر قوة تهددهم.

ويأتي النظام الدولي الجديد، عاملاً رئيسًا في إحياء تلك الشجرة الخبيثة، إذ تعقد الاجتماعات، ويستمر الملأ لهذا الغرض الخبيث (٣).

وينبغي أن يعلم الناس أن هذه الدعوات المشبوهة ليست وليدة اليوم، بل لجلجت في غابر القرون، ودعا إليها قومٌ آخرون.

وهذا شيخ الإسلام ابن تنمية، يرحمه الله، ينقل عن ملاحدة الصوفية كابن سبعين، وابن هود، والتلمساني أنهم وغيرهم كانوا يسوغون للرجل أن يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالإسلام ويجعلون هذه طرقًا إلى الله بمنزلة مذاهب المسلمين ...


(١) سورة آل عمران، الآية: ٦٧.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٦٨.
(٣) انظر. د عبد العزيز العبد اللطيف. نواقض الإيمان/ ٣٧٧، ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>