للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس بفضل الله وعدم تقنيتهم، بل كان ديدن الصحابة رضوان الله عليهم عدم التشديد حتى قال عمير بن إسحاق: «كان ممن أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سبقني، فما رأيت قومًا أهون سيرة ولا أقل تشديدًا منهم» (١).

وما بالهم لا يكونون كذلك وهذا قدوتهم ومعلم البشرية وهاديها بإذن ربها يقول وقد خرج على رهط من أصحابه وهم يتحدثون، والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، فلما انصرفوا: أوحى الله إليه: يا محمد لم تقنط عبادي، فرجع إليهم فقال: «أبشروا وقاربوا وسددوا» (٢).

قال البيهقي رحمه الله: ففي هذا دلالة على أنه لا ينبغي أدن يكون خوفه بحيث يؤيسه ويقنطه من رحمة الله، كما لا ينبغي أن يكون رجاؤه بحيث يأمن مكر الله أو يجرئه على معصية الله عز وجل (٣).

وينبغي أن تكون هذه وتلك منهجًا لمن يتصدرون لتعليم الناس وتوجيههم.

اللهم ارزقنا خوفك ورجاءك ووفقنا لطاعته واسلك بنا سبيل أوليائك يا رب العالمين ... هذا وصلوا ...


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٧/ ٢٢٠، وابن عدي في الكامل ٥/ ١٧٢٤، والبيهقي في شعبه ١/ ٣٢٢.
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وابن حبان وإسناده صحيح، شعب البيهقي ١/ ٣٢٨.
(٣) شعب البيهقي ١/ ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>