للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أموره الدينية والدنيوية دون كل من سواه صحّ إخلاصه ومعاملته مع الله، وهو من أعظم منازل {إياك نعبد وإياك نستعين} فلا يحصل كمال التوحيد بأنواعه الثلاثة إلا بكمال التوكل على الله (١).

وإذا كان التوكيل قرين الإيمان، فهو علامة الإسلام قال الله تعالى {قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} (٢).

إخوة الإسلام أما الأنبياء والمرسلون عليهم السلام فكانوا قممًا شامخة في التوكل على الله، التزموه في ذوات أنفسهم، ودعوا الناس إليه، وتأملوا في مسيرتهم، واسلكوا طريقتهم، فهم المبلغون عن الله وهم أدرى الناس بطرق الخير والفلاح.

فهذا نوح عليه السلام يقول لقومه {يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم .. } (٣) وقال تعالى عن نبيه هود عليه السلام {إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها}. وقال عن شعيب {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {فتوكل على الله إنك على الحق المبين} وعن توكل الرسل إجمالاً ودعوتهم إليه قال الله عنهم {وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون، وما لنا أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون} (٤).


(١) فتح المجيد/ ٤١٢.
(٢) سورة يونس، الآية: ٨٤.
(٣) سورة يونس، الآية: ٧١.
(٤) انظر: معارج القبول ١/ ٥٠٤ - ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>