للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الله أهلك الذي قال: «ما علمت لكم من إله غيري» وانتقم من الذي قال: «أنا أحيي وأميت» ومنذ زمن المغول وتشريعات جنكيز خان البشرية وإلى زماننا هذا، حيث تنتشر القوانين البشرية المحادة لشرع الله، والبشرية لم تفلح ولم تسعد بهذه القوانين، وأنَّى لها أن تسعد أو تفلح وهي تنحي شرعةَ العليم الخبير {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١) {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢). وعلى الرغم من أن هذه المحاولات العابثة، وهذه الجهود الضخمة المبذولة، بقيت تعاليم السماء منارةً يستضيء بها السالكون، وبقي القرآن الكريم محفوظًا يشهد على عظمة المُنزِل وإعْجاز المُنزِل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٣).

إخوة الإسلام، ومؤتمر الإسكان والتنمية الدولي الذي يعقد هذه الأيام في القاهرة، نموذجٌ للتطاول على شرع الله، ومحاولةٌ عابثة للتلاعب بآيات القرآن الكريم، وقد تضمنت مسودة العمل المقدَّمة للمؤتمر من اللجنة التحضيرية خلاصة الأفكار التي أراد مناقشتها في مائة وإحدى وعشرين صفحة مكونة من ستة عشر فصلاً ومما جاء فيها:

١ - الدعوة إلى الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة، والقضاء التام على أي فوارق بينهما، وتجاهل ما قررته الشرائع السماوية، واقتضته الفطرة وحّتمته طبيعة المرأة وتكوينها.

٢ - العودة إلى فتح باب العلاقات الجنسية المحرمة شرعًا، ومناقشة كل ما يخدم هذه القضية بدءًا بزعزعة وضع الأسرة المسلمة ومرورًا باتخاذ كافة


(١) سورة الملك: الآية: ١٤.
(٢) سورة الشورى، الآية: ٢١.
(٣) سورة الحجر، الآية: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>