للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوة الإيمان، وهذا العلاج القرآني يدعونا إلى مزيدٍ من الاهتمام بكتاب الله وتلاوته وتدبر معانيه، ولن يخيب شخص طلب الدواء مظانَّه الحقيقة، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً، فاستجيبوا له واطلبوا الشفاء منه، وتعرضوا لنفحاته وهو تعالى مقلب القلوب ومصرفها كيف يشاء، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (١).

أتدرون كيف يحول الله بين المرء وقلبه؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما: يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر والإيمان. وقال السدي: المعنى: لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفي إلا بإذنه (٢).

ومن هنا نعلم- معاشر المسلمين- أهمية الدعاء والتضرع لله في إصلاح القلوب واستقامتها على منهج الله، وقد كان خير البرية صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء وخاصة لإصلاح القلب ويقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، وحين سئل عن سر إكثاره من ذلك أجاب بقوله: «إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله تعالى يقلبها» وفي رواية: «فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه»، فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب (٣) ..

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول هذا القول وأستغفر الله.


(١) سورة الأنفال، الآية: ٢٤.
(٢) تفسير ابن كثير ٣/ ٥٧٥.
(٣) تفسير ابن كثير ٣/ ٥٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>